اقتصاد معز الجودي يشرح أسباب التقهقر المفزع لقيمة الدينار التونسي مقابل الدولار الأمريكي
عقب التراجع الكبير والمفاجئ لقيمة الدينار التونسي إلى أدنى مستوياته مقابل إرتفاع قيمة الدولار الأمريكي، حيث وقع تداول الدينار بسعر بلغ دينارين بالنسبة للدولار الواحد. وفي إطار استبيان خطورة وضع العملة التونسية التي تخسر من قيمتها يوما بعد يوم وهو مستوى لم تعهده خلال الأشهر الماضية، اتصّل موقع "الجمهورية" بالخبير الاقتصادي معز الجودي الذي أكّد لنا بأنه قد حذّر في السابق مع عديد الخبراء الاقتصاديين من تقهقر قيمة الدينار التونسي مقابل الدولار والاورو وذلك نتيجة لتدهور الوضعية الاقتصادية على المستوى العالمي وخاصّة الوطني.
وفي سياق متصل أعتبر الخبير بأن الوضعية الاقتصادية السيئة في بلادنا هي إشارة ودليل على عدم الاهتمام بهذا الجانب الحيوي والمهم وعدم وجود عملية إنقاذ جدية، قائلا إنّ الدينار التونسي هو محرّك الاقتصاد والمؤشر الصحي له إن كان بصحة جيدة أم لا.
وفي معرض حديثه عن الأسباب التي أدت إلى تراجع الدينار التونسي، أوضح الخبير الاقتصادي بأن هناك أرقاما ومؤشرات خطيرة ومشاكل هيكلية في الاقتصاد منها مشاكل التضخم المالي في الميدان التجاري والذي انعكس بالسلب على مستوى العرض والطلب في السوق. منوّها أن الدينار التونسي لم يعد مطلوبا في سوق الصرف كنتيجة لعجز الميزان التجاري الذي شهدته سنة 2014 حيث بلغ 13.7 مليار دينار الذي دلّ على تزايد الواردات على حساب الصادرات.
وأشار الجودي في ختام مداخلته إلى أن وضعية الدينار التونسي تبقى رهينة تحسّن المناخ الاقتصادي وقدرة الحكومة على التقدم في الإصلاحات الهيكلية على غرار منظومة الإصلاح الجبائي ومجلة الاستثمار ومنظومة الدعم والمنظومة البنكية ومدى التزامها بتنفيذ برامج اقتصادية من شانها أن تنقذ الاقتصاد الوطني وعملة الدينار التونسي.
منارة تليجاني
